الكتب
الكاتب: د. عبدالله بن حمد المحارب
الناشر: د. عبدالله بن حمد المحارب
يوثق د. عبدالله بن حمد المحارب قصة حياة والده الشيخ حمد المحارب المولود في قرية الجهراء في العام 1914، مدعما هذا التوثيق بصور ووثائق رسمية، ومقسما كتابه إلى خمسة فصول هي: «المولد والنشأة»، «رحلاته في طلب العلم وشيوخه»، «العودة إلى عجمان واستقراره فيها»، «عودته إلى الكويت»، و«الشيخ حمد شاعرا». يقول المحارب في مقدمة الكتاب: كنت منذ أواخر العقد السابع من القرن الميلادي الماضي أحاول جمع بعض المعلومات حول الوالد الشيخ حمد المحارب، رحمة الله عليه، أسجل بعضها، ويفوتني بعضها الآخر، وقبل وفاته بثلاث سنوات تقريبا سألته عن بعض الذكريات حول أساتذته ورحلاته في طلب العلم، وكنا في العائلة نحتفظ ببعض القصائد التي قالها في مناسبات مختلفة، وكانت محدودة العدد، وبعد وفاته كتبت وريقات عن حياته وبعض شعره، واحتفظت بها، ثم بدأت في جمع ما تيسر لي من معلومات وشعر له مفقود. وشغلتني الشواغل، خصوصا أبحاثي العلمية الجامعية، بالإضافة إلى النشاط العام في الكتابة في الصحافة وغيرها، وشاء الله عز وجل أن أعقد العزم منذ ثمانية أشهر تقريبا على البداية في كتابة سيرته وجمع شعره. وكانت البداية بنشأته ومدرسة زكريا الأنصاري التي التحق بها، ثم مشايخه الذين تلقى العلم على أيديهم وتراجمهم، وسرت على هذا النهج مارا بسفره إلى إمارة عجمان واستقراره فيها ودوره الثقافي والعلمي هناك، والتي ذكرها المرحوم الشاعر حمد بوشهاب في كراسة له اسمها «الدر النضيد في مدائح الشيخ حميد»، كما التقيت أحد تلاميذه وهو عبيد بن حميد المزروعي وأخبرني عن بعض الذكريات مع الوالد، وأضفت ذلك إلى ما جمعته مما سمعته من الوالد أو من أصدقائه، كما استعنت بكراسة صغيرة له سجل فيها بعض الأقضية التي عرضت عليه عندما كان قاضيا في عجمان، وأفتى فيها بحكم شرعي، وكانت هناك كراسة أخرى أكبر منها لكنها ضاعت مني مع الأسف الشديد، ولم أعثر عليها مع شدة البحث والتقصي، كانت – لو وجدتها – لأضافت إلى هذا الكتاب قسما لا بأس به عن نشاطه القضائي في عجمان. وقد جعلت هذا الكتاب المختصر قسمين: أحدهما يحكي مراحل نشأته وحياته، القسم الثاني يحوي شعره مع صفحات قليلة حللت فيها بعض أبياته بصورة فنية نقدية، بينت ما فيها من مواطن الجمال، وكانت كثيرة خصوصا قصائده التي قالها في مرحلة الشباب. وبعد، فهذا الكتاب محاولة متواضعة لتخليد ذكرى والدي الشيخ حمد محارب، ولبيان ذلك العزم القوي والهمة العالية التي دفعته إلى طلب العلم مع ما يصحب ذلك من مخاطر ومشاق وهو الكفيف، وكانت تلك سمة ذاك الجيل العظيم من أبناء الكويت ورجالاتها الذين ساهموا في بناء نهضتها وتأثيل وجودها، والذين يجب أن يتخذهم شباب الكويت هذه الأيام قدوة لهم يسيرون على نهجهم ويتأسون بسيرتهم. ولا بد أن أذكر في نهاية هذه المقدمة أن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة العدل قد كرمت الشيخ حمد المحارب عند افتتاح دار القضاء في عجمان وأهدته درعا باسمه باعتباره أحد قضاتها في الزمن القريب.