info@kazima.org +(00) 123-345-11

احتفلت بذكرى المولد النبوي الشريف .. الزير: الذكرى إحياء لمعان وقيم نحن بحاجة إليها اليوم 

احتفلت بذكرى المولد النبوي الشريف .. الزير: الذكرى إحياء لمعان وقيم نحن بحاجة إليها اليوم 


قال وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية خالد الزير أن ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يحتفي به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بهدي رسولهم الكريم، ما هو إلا أحياء لمعان وقيم ومبادئ وأخلاق نحن اليوم في أمس الحاجة إليها، وسبيلنا الأقوم والأهدى أن نلتمس جوانب الأسوة والقدوة الحسنة في شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم استجابة لقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب:21].
وقال الزير في الكلمة التي ألقاها بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف: إن الأسوة الحسنة ومواطن الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم تقف بنا أمام آفاق كريمة رحبة متجددة فياضة بالعطاء ما تطاولت العصور وامتد الزمن وإذا كنا اليوم نتنادى بالرجوع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ننشد الأمن والطمأنينة والرشد والصواب في ظلالهما فإنه لأولى بنا أن نرنو بأبصارنا إلى جوانب العظمة والسمو في حياته صلى الله عليه وسلم نأخذ منها العظة والعبرة والمثل الأعلى وأضاف: وأول هذه الجوانب ما كان منه صلى الله عليه وسلم في بدء دعوته بمكة وهو ماض على أمر ربه حين ناداه المولى عز {وجل (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ}{{94/15}} الْمُشْرِكِينَ).. فقد عايش أهل مكة على ما كان منهم من إيذاء وصد وعدوان، لم يضمر لهم كرهاً أو عداء، ولم يرفع في وجههم سلاحاً، بل كان في أشد ساعات البلاء يدعو ربه قائلاً: “اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون” إذ كان هدفه فقط الدعوة والبلاغ، وعلى الرغم من أن المؤمنين به في مكة لم يكونوا كثرة يمكن أن يشكلوا قوة تعادل قوة غير المسمين إلا أنه صلى الله عليه وسلم استطاع بهم أن يقيم المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، وأن يؤسس الدولة الإسلامية.
وقال إن ذلك هو درس للدعاة إلى الله بالغ الدلالة، أن يقدموا الإسلام للناس في صورته المثلى التي قدمه بها الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوة قوامها الحكمة والموعظة الحسنة دون منّ أو أذى، وبخاصة إذا كان أولئك الدعاة في مجتمع مسلم ينشدون صلاحه ورقيه وتقدمه، والجانب الثاني أنه صلى الله عليه وسلم قد أقام عقب هجرته إلى المدينة المنورة مجتمعاً إسلامياً متكاملاً متعاوناً قوامه الأخلاق المثلى، والقيم الرفيعة، والحق والعدل والإنصاف مع المسلمين ومع غير المسلمين، فقد كان يعايش المسلمين بالمدينة مجموعات من غير المسلمين، ومن المشركين والمنافقين.

الجرائم ليست من سمات المجتمع الإسلامي ولا بد من التكاتف لطرد هذه النزع المنحرفة

والجانب الثالث أنه بنى هذا المجتمع على التسامح والمحبة ونبذ العدوان أياً كان، فحينما ثارت بين الأوس والخزرج ثائرة من بقايا ما كان بينهم في الجاهلية سارع عليه الصلاة والسلام إلى موقع الفتنة مذكراً واعظاً قائلاً لهم “أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم؟” فقد كان بين الأوس والخزرج قبل الإسلام ما كان، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رباهم وهداهم وجمعهم على أمر سواء، ولم يدع لأمر الجاهلية ثغرة يمكن أن يصل منها بصورته الشوهاء، فقد حل الإخاء محل التدابر والبغضاء يقول الله {تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ}{{10/49}} {أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا}{{8/5}} اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات:10]. وقال الزير: إن لنا وقفة مع ما يحدث في مجتمعنا المحلي من جرائم لم يكن لنا بها عهد وليست من سمات المجتمع الإسلامي فقد ازدادت حدة جرائم السطو المسلح والقتل والشجار والنزاع الحاد الذي لا يبقي على أي من وشائج القربى والمودة والرحمة. على حين نجد المولى سبحانه وتعالى يصف محمداً صلى الله عليه وسلم والذين معه بأنهم رحماء بينهم، والرحمة صفة جامعة لكل معاني الرفق والود والإحسان إلى الآخرين، وعدم إلحاق الأذى بهم.. وفي توجهنا الصادق نحو الأخذ بكل ما شرعه الله وسنه رسوله الكريم يجدر بنا أن نتكاتف جميعاً لنطرد من مجتمعنا هذه النزعة المنحرفة العدوانية التي كادت أن تعصف بأمنه واستقراره ولنكون بحق أخوة كما وصفنا الله تعالى في محكم كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).

المصدر:

مجلة الوعي الإسلامي عدد (292)

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes