info@kazima.org +(00) 123-345-11

“ندوة دينية ” وزارة الأوقاف تقيم ندوة دينية لمناسبة المولد النبوي الشريف

“ندوة دينية ” وزارة الأوقاف تقيم ندوة دينية لمناسبة المولد النبوي الشريف


احتفلت الكويت يوم الثاني عشر من ربيع الأول الموافق 6 يونيو بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في إطار الاحتفال بهذه الذكرى العطرة ندوة دينية تحت عنوان “المنهج النبوي في بناء الشباب”، حضرها عدد من المسؤولين في الوزارة وأعضاء السلك الدبلوماسي وجمهور من المواطنين والمقيمين، وتحدث في الندوة الخبير في الموسوعة الفقهية الدكتور أحمد الحجي الكردي عن هذه المناسبة وأوضح مكانتها في قلوب المسلمين، فقال إن النبي –صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام الفيل على أصح الروايات.
وتابع قائلًا: إنه ولد في أسرة من أشرف أسر قريش نسبًا وأعلاها حسبًا، فهو محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وينتهي نسبه الشريف إلى سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم خليل الرحمن عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
إن قريشًا هي أعلى قبائل العرب نسبًا وحسبًا، فقد روى مسلم عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”، فهو عليه الصلاة والسلام خيار من خيار كما روى أحمد عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع يوم القيامة ولا فخر”.
وتابع الدكتور الكردي أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان متحليًا بالكمالات كلها بعيدًا عن النقائض والدناءات، وصدق القائل فيه: محمد بشر، بل ليس كالبشر، فهو ياقوتة والناس من حجر، لقد كان أصبح الناس وجهًا، وأكثر الناس كرمًا، وأصوب الناس رأيًا، وأوفر الناس عقلًا، وأصدق الناس حديثًا، وكان أشجع الناس جرأة، وأكثر الناس حياء، وأقوى الناس عزيمة، كما كان أعظم الناس خلقًا، وأطيب الناس نفسًا، قال {تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ}{{4/68}} عَظِيمٍ).
واستطرد قائلًا: إنه إلى جانب ذلك كله مهيبًا من عدوه مخوفًا من الكفار مشيرًا إلى أن ذلك كان خصيصة من خصائصه عليه الصلاة والسلام فقد روي عنه أنه قال: “نصرت بالرعب مسيرة شهر”.
وأردف الدكتور الكردي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قد اعتنى بتربية الأمة، وكان له في ذلك منهج قويم عم الرجال والنساء، والصغار والكبار بالقول والعمل، وكان للأمة أسوة حسنة، وقدوة صالحة، فكان أزواجه الزوج الكريم، عنى بهن ورق لهن، وأمر المؤمنين بانتهاج منهاجه، والسير على منواله، والاقتداء بهديه، فقال عليه الصلاة والسلام: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، وأضاف الدكتور الكردي قائلًا: لا بد لنا في ذكرى سيد الدنيا والآخرة حبيبنا وقائدنا إلى الله تعالى ومعلمنا الخير محمد ابن عبد الله من أن نعاهد أنفسنا على أن نكون الجند الأوفياء والمؤمنين الأمناء والأتباع الصادقين لهذا القائد الشجاع الصادق الأمين، نمشي على خطاه ونتتبع آثاره ونقتدي بهديه داعين الله تعالى أن يوفقنا في مسعانا هذا وأن يأخذ بيدنا إلى معالي الأمور وأن يجنبنا سفاسفها وأن ينصرنا على أعدائنا داخل أنفسنا وخارجها.
ومن جانبه تحدث الدكتور بشير الرشيدي الأستاذ في كلية التربية الأساسية في إطار المحور الثاني للندوة عن القواعد السلوكية والنفسية في التعامل مع الشباب، فقال: إن موضوع الشباب هو موضوع الأمس واليوم والغد، فليس موضوع الساعة، وإنما هو موضوع الإنسان في كل زمان ومكان موضحًا أن موضوع الشباب هو القضية الأساسية لأي مجتمع بشري.
وأوضح الدكتور الرشيدي أن الشباب نعمة


من نعم الله على البشرية، فبذكر الشباب تذكر الصحة والعافية والقوة والحيوية والفراغ والمستقبل الباهر، حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك”. وأضاف الدكتور الرشيدي أن أربعًا من هذه الغنائم كلها مجتمعة في الشباب.
وقال الدكتور الرشيدي إن الشباب طاقة أما أن تستثمر في الدمار أو تستثمر في العمار والخيار لصانع القرار.
وأضاف قائلًا إن النبي –صلى الله عليه وسلم قال: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، أي أن قرار الاختيار بيد الشاب وليس بيد البيئة المحيطة فيه وهذه قضية أساسية لابد أن يعلمها الشباب، وعلى الآباء أن يوضحوا للشباب أنه ليست لديهم قدرة على هدايتهم لأن الهادي هو الله والشاب أو الشابة سيأتي ربه يوم القيامة فردًا، ولا بد من أن يشعر الشباب أن المسؤولية فردية فقد يجد من يعينه على الخير ولكنه قد يجد من يعينه على الشر والخيار بيده والقرار له فأول قضية من مشاكل الشباب هي عدم الوعي والانسياق وراء أصحاب السوء أو الانسياق وراء قضايا يعتقد أنه مرغم عليها.
وأردف الدكتور الرشيدي قائلًا: إن أصحاب القرار إذا نجحوا في استثمار الحاجات الأساسية للشباب فأنهم سيوفرون طاقة للعمار وبخاصة حاجة الانتماء وهي حاجة نفسية وأساسية عند كل شاب كما أنها حاجة لا بد منه، فلا يستطيع الشاب أن يعيش من دون انتماء ولا يستطيع أن يعيش فردًا وهذه الحاجة يمكن توظيفها في الخير كما يمكن توظيفها في الشر، ولذلك لابد للمؤسسات الاجتماعية من أن تراعي هذه الحاجة النفسية الأساسية لدى الشباب، وهي الانتماء، وقد وجه النبي –صلى الله عليه وسلم- الشباب إلى كيفية الانتماء، حيث قال: “يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك وفعت الأقلام وجفت الصحف”.
وأوضح الدكتور الرشيدي أن هذا الحديث يؤكد أهمية إقامة العلاقة وإدامتها مع الله تعالى في السر والعلن، وهل توجيه لطاقة الانتماء إلى الله {تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا}{{4/57}} كُنْتُمْ).
وقال الدكتور الرشيدي إن القضية الثانية لدى الشباب هي القوة والحيوية وتحقيق الذات، ويريد الشاب أن يحقق إنجازات فما لم تخطط له مسارات في الوجود فإنه سيحول هذه الطاقة إلى عوامل تدمير، واختتم الدكتور الرشيدي كلمته بالقول إن الشباب بالأساس ليست لديهم مشكلات، وكلما برزت مشكلات الشباب يعني ذلك أن هناك خللًا في أسرة ذلك الشاب أو في مجتمعه، ولذلك فإن مشاكل الشباب هي انعكاسات لذلك الخلل الذي يوجد في الأسرة أو المجتمع.

المصدر:

الوعي الإسلامي عدد (316)

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes