info@kazima.org +(00) 123-345-11

عبدالله جابر الصباح من هو ؟ بقلم الشيخ عبداللطيف السبكي

عبدالله جابر الصباح من هو ؟
الشيخ عبداللطيف السبكي عضو جماعة كبار العلماء وشيخ مذهب الحنابلة في الازهر
مجلة الأزهر 1375ه المجلد السابع والعشرون

الشيخ عبداللطيف السبكي
رجل تجذبك إليه روح طيبة، وظل خفيف، ويعجبك منه أدب جم، وخلق إسلامي صادق. 
وقد يغنيه ما أحرزه من تلك الصفات عن محامد أخرى … ولكن الرجل يحمل لقب الإمارة، وعنوان الوزارة … فهو أمير عربي من أمراء الكويت، وهو وزير معارفها.
ولكنه يدخل إلى نفسك من طريق التواضع والحياء، لا على حساب الإمارة، ولا طريق الكبرياء، وهو يشغل من قلبك مكانة الحب المكتسب لا الحب المصطنع. وقل من يرقى في قلوب الناس إلى هذه المنزلة وإن يكن أميراً أو وزيراً.
يتردد هذا الأمير على مصر، ويتصل بوزرائها، ويجلس إلى علمائها … وكلهم يستريح إلى شخصه ومجلسه أكثر ما تكون الراحة إلى الأمراء، وأكبر ما تكون الغبطة بمجالس الـعلماء.
 ولقد عرف هذا الأمير العربي بأدبه وفضله أن يفتح قلوب المصريين لمحبة بلاده، وأن يجدد لنا صلة مع إخواننا أهل الكويت، صلة الأخوة التي حجبتها السياسات الأثيمة وكادت تذهب بها القطيعة في ظلمة العمود الغاشمة.
فأصبحت مصر والكويت – بفضل ما يتعهده أمثال الأمير عبدالله جابر – على محبة الأخوة الصادقة، ووفاء العروبة المشهود.
 وقد عشنا طويلا في جوار أمراء مصر – كانوا ـ فما أحسسنا منهم بود ، ولا شعرنا  لهم بوجود وإنما ابتليت بهم البلاد ، فكانوا عليها لا لها ، وكانوا  يستدرون خبرها ، ويكفرون فضلها ، ويحقدون عليها ، ويسيئون إليها , فما سمعنا يوما أن واحدا منهم حمل عنها رسالة محبة إلى شعب آخر ، ولا نقل إليها عاطفة مودة أمة ثانية , ولا فكر في أن مصر عربية شرقية مسلمة لها وشائج تربطها بدول أخرى عربية شرقية مسلمة ، ولا عمل أحدهم ولا جماعة منهم على توثيق الصلة بين مصر وأخت من اخوانها في العروبة والإسلام ، وكيف كان يخطر لواحد منهم شيء من ذلك غير عربي ، ونشأوا في رقعة غير شرقية ، وشبوا في جو غربي ، فليست بيننا وبينهم وشيجة إلا وشيجة الدين ، وهذه كانت عندهم أو هي من خيوط العنكبوت ، وما حرصوا عليها إلا كما يحرص التاجر على أسباب ربحه وأدوات كسبه ، لقد أثرى منهم من أثرى حتى طفحت مصر بثرواتهم ، وطالت من الايام حتى ضجرت مصر من طول مقامهم ، وهم مع ثرائهم وطول مقامهم لم نجح بهم العاطفة نحو فقير ليقتات ، ولا نحو مؤسسة لتسد فراغا في حياة المجتمع .
وكل ما تذكره لهم مصر في حياتهم الطولى أنهم زرعوا فيها المفاسد، وخلطوا قوميتها بعادات ليست لنا، وعاشوا فيها خصوما لها وحربا عليها.
ثم كان الله لمصر وهي وطن إسلامي، ومعقل حصين للقرآن، ومنارة شامخة للدعوة والهداية إلى شريعة الله، فاستلب نعماءه من أمرائها، وقوض عليهم سلطانهم، وكسر شوكتهم، وبدد جمعهم في أودية مترامية عن بعضها .
تنفست مصر من كربنها بعد اندحار مليكها الطاغية واستئصال هذه الأرومة الخبيثة.
 واستطاعت مصر أن نهض في شموخ بعد طول صبرها على طغاة تجبروا عليها، وكبلوها في قيود الاستعمار أزمنة طوالا، وعرفت مصر في ضوء ثورتها أن تسترد كرامة مسلوبة، وأن تتغنى صادقة ببطولة أبنائها، واستعادة مجدها قشيبا كما كانت تود وتتمنى. 
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فأولئك كانوا أمراء في وطن رحيب ودولة عريضة، وضيف مصر أمير في شعب محدود ووطن غير فضفاض، ولكن أين أولئك الكثيرون في مصر ـ كانوا ـ من هذه القلة في الكويت؟
ومادام في الكويت أمثال عبدالله الصباح وأسرته، وما داموا على ما شهدنا وسمعنا، فإن الله معهم، وستأخذ الكويت حظها من التقدم والنهوض، والملك لا يحميه أهله بالسلاح والكثرة مثل ما يحمونه بالعدل والأخلاق والدين.

المصدر: مركز الوراق للتراث.

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes