info@kazima.org +(00) 123-345-11

المولد النبوي والمقاومة الفلسطينية

ذكرى المولد النبوي الشريف

احتفلت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بذكرى مولد أفضل مولود، وأعظم مخلوق وموجود، سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وقد وفدت ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام على المسلمين وقد نزلت بساحتهم أحداث هي أكبر من أن توصف، وأقربها نزولا ما حدث فجر الثلاثاء الذي يسبق ذكرى المولد من اقتحام العدو الإسرائيلي لبيوت قادة المقاومة الفلسطينية في بيروت، العاصمة العربية اللبنانية، وقتلهم وانتهاك حرماتهم، ثم عودته سالمًا محروسًا بغفلتنا، محميًا بعجزنا. وكان لهذا التحدي الصارخ من الصهيونية صداه البعيد في المحيط العربي، والمجتمع الإسلامي والمجال الدولي، وقد انعكست آثار هذا التحدي في الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة المولد الشريف فتتابع الخطباء يعبئون القوي، ويوقدون جذوة الإيمان في القلوب، ويستنهضون العزائم للذود عن العقيدة والأوطان.
وفي حفل الوزارة الذي أقيم بمسجد السوق الكبير ونقلت وقائعه الإذاعة والتلفزيون ارتجل سعادة الأستاذ راشد بن عبد الله الفرحان وزير الأوقاف والشئون الإسلامية الكلمة التالية:
4

يحتفل العالم الإسلامي اليوم بذكرى مولد محمد بن عبد الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
يحتفل العالم اليوم بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قاد الأمة الإسلامية، وقاد الأمة العربية من نصر الى نصر. نحتفل بالمعلم الأول. ونحتفل بالقائد الأول الذي علمنا كيف يكون الجهاد، وعلمنا كيف يكون النضال، وعلمنا كيف يكون الاستشهاد في سبيل الله، لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذه الأمة روح العزة والكرامة، وعلمها كيف تكون أمة، وكيف تكون معلمة للشعوب والأمم، ونحن نحتفل اليوم بهذه الذكرى لنأخذ منها عظة وعبرة.
أيها السادة:
ونحن نحتفل بهذه الذكرى تطلع علينا الأحداث المؤسفة، ويستيقظ العالم اليوم على أحداث مؤلمة في عالمنا العربي والإسلامي، فقد استيقظ العالم على جريمة نكراء ارتكبها الاستعمار، وارتكبتها الصهيونية _ استيقظ العالم على اعتداء آثم على الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي شرد من دياره ومن وطنه، استيقظ العالم على المؤامرة الكبرى التي دبرت ضد هذا الشعب، والتي استهدفت القادة والزعماء للمقاومة وللفدائيين، استيقظ العالم على هذا الذي يتنكر في صورة الحمل الوديع ويرتكب أكبر جريمة.. استيقظ العالم على هذا الشعب اليهودي، الشعب الصهيوني، الذي يخدع العالم فيناشده السلام والأمن
5
والاطمئنان.. استيقظ العالم على هذا الشعب فوجده يرتكب الجرائم في المدن الآمنة، يقتل الأطفال والنساء والرجال، لا يرحم النساء، ولا يعطف على الأطفال، إنه حيوان مفترس.
أيها السادة:
إن هذه الجريمة لا تستهدف زعماء المقاومة، ولا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، وإنما تستهدف الأمة العربية والإسلامية، لأنها مؤامرة لها أبعادها المعنوية قبل أبعادها العسكرية. إنها مؤامرة تريد أن تفت في عضد هذه الدعوة، وفي هذه القوة، وفي هذه العزيمة. إنها الحرب النفسية التي ترتكز عليها الصهيونية ضد هذه الأمة العربية، وتريد أن تشتت شملها، تريد أن تهزها، وتريد أن تفرض عليها الاستسلام والرضوخ للأمر الواقع. إن الحرب النفسية أقسي على الشعوب من الحرب العسكرية.
أيها الإخوة:
على المؤمنين وعلى الثابتين أن يثبتوا في مواقعهم، وأن ينتبهوا الى هذه المؤامرات، وأن يعرفوا أن عدوهم يتخذ من الأساليب، ويتخذ من الخطط ما هو أدهي وأمر من ذلك، لأنه يريد أن يمحو كل عربي، وها هو يقوم بمعاونة الكفر والاستعمار بتقتيل أبنائنا وتشريد عائلاتنا. وها هو ينفث سمومه في كل يوم، ويعتقل من أبنائنا كل يوم، فعلينا أن ننتبه، وعلينا أن نثبت في مواقعنا، وأن نجابه هذه الحروب بكل عزيمة، وكل ثبات، وكلقوة، ولنا في تاريخنا العربي والإسلامي المجيد ما يقوي من عزيمتنا وما يثبت من أقدامنا. إن لنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وفي سيرته وفي جهاده وفي نضاله أسوة حسنة، فقد عانى من الكفار ما عانى، ولقد قاد معاركه وخاضها وناله من الأذى ما نال، وقد أرسل جيشه الى الشام ليقاتل الروم، وعندما وصل الجيش الى «معان» علم أن جيش الروم يبلغ مائة ألف، وعدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف رجل ، فتردد بعض القوم ولكن الإيمان ثبت، ولكن العزيمة وقفت، وقالوا: ما جئنا اليه هو الذي نكرهه، وإن لنا في هذا الموقف إحدى الحسنيين فإما النصر وإما الشهادة، فتقابل الجيشان في مكان يقال له مؤته، في أرض الشام، وتقدم القادة الذين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتأخروا إلى المؤخرة وإنما تقدموا الصفوف، فتقدم زيد بن حارثه وهو يحمل راية المسلمين فجاهد وناضل حتى قتل، فتقدم جعفر بن أبي طالب فجاهد وقاتل حتى قطعت يده اليمني، فحمل الراية بيده اليسرى، وناضل حتى قطعت يده اليسرى، فأخذ الراية بعضديه
6
فقاتل وناضل حتى قتل، ولما حملوه وجدوا في جسده أكثر من تسعين طعنة، فجاء بعده عبد الله بن رواحة فاستلم الراية وقاتل وناضل حتى قتل، ثم جاء بعد ذلك خالد بن الوليد ونظم الجيش ورتب الصفوف وظن الأعداء أن هناك مددا جاء الى هذا الجيش، فتقابل الجيشان فانحاز الكفار الى مكان وانحاز المسلمون الى مكان آخر، فكان النصر للمسلمين، }كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ{}{{66/8}} فرجع جيش المسلمين وقد بعث الله في قلوبهم الإيمان، وقوي عزيمتهم بالثبات على الإسلام، ثم بعد ذلك تتابعت جيوش المسلمين بتأييد من العقيدة الإسلامية وبتوجيه من القائد العظيم الذي يخوض المعركة متقدماً الصفوف.

أيها السادة:
أننا نريد أن نقول لقادتنا، ونريد أن نقول للمقاومة، ونريد أن نقول للفدائيين لقد آن الأوان أن تتوحد صفوفكم، وأن تقاتلوا صفًا واحدًا كرجل واحد }إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ.{

وعلى الأمة العربية أن تقاتل معهم، وأن تؤيدهم بالرجال، فإن ذلك من واجبنا، وذلك من فرض علينا، فإن الإسلام قد أوجب علينا الدفاع عن الأوطان، ومن لم تحدثه نفسه بالجهاد والقتال في سبيل الله مات على شعبة من النفاق، وعلى كل مسلم أن يجاهد، وأن يناضل، وأن يقاتل في سبيل الله وفي سبيل الوطن.
إن ديارنا احتلت، وصفوفنا تمزقت بيد أعدائنا، فوجب علينا النضال/ ووجب علينا القتال، ووجب علينا المناصرة والمؤازرة بكل ما نستطيع من قوة: }وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ{.
على القادة وعلى الزعماء أن يعرفوا هذه الحقيقة فإن النصر لا يأتي إلا بالوحدة، وحدة الكلمة، ووحدة الفكر، ولا يأتي إلا بالنظام، ولا يأتي الا بالتنظيم، فإن عدونا يقاتلنا بهذه الفكرة، ويقاتلنا بهذه الدعوة، ويقاتلنا بهذا التنظيم. لقد انعقدت مؤتمرات الصهيونية لهذا الغرض في كل مكان، وها نحن نري جيوشنا تقف بعيدة عن النصرة للفدائيين، فعليها أن تقف وتقاتل وتجاهد، وأن تنصر هؤلاء الذين يضحون بأرواحهم وبدمائهم في سبيل الله }إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ{ والسلام عليك ورحمة الله.

المصدر:

الوعي الإسلامي عدد (575)

Lorem Ipsum

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Tabligh - Copyright 2021. Designed by Nauthemes