الشيخ عبدالله النوري شاهد على طرد آخر يهودي من الكويت عام 1936م
أحداث من التاريخ الكويتي
تراثنا – التحرير :
وجد اليهود في الكويت منذ أن بدأت تعمر أسواقها ،واليهود طلاب مادة ، لا يتورعون في سبيل استحصالها عن دناءة ، بل ربما بذلوا في سبيل نيلها حتى العرض .
النوري :
- من عادات اليهود التجمع في مساكن بأزقة ضيقة ولهم محلاتهم ومعبدهم الخاص يتجمعون فيه يتعبدون يوم السبت .
- بدأ الشيخ عبدالله الجابر بالتضييق على اليهود على أقل عمل سيء يبدر منهم أثر مذابحهم في فلسطين وطرد أخرهم عام 1936م.
- اليهود في الكويت كان منهم الصراف والصائغ وبائع الأقمشة وفي السر باعوا الخمور للشباب ومارسوا الرذيلة للمال !
مدخل لسطور مضيئة ، سطرها الشيخ عبدالله النوري – يرحمه الله – منذ نحو قرن في كتابه (حكايات من الكويت) ، كشف خلالها الهوية العقدية البغيضة لتركيبة ذهن اليهودي ، وكانت سببا عبر التاريخ في طردهم من كل الحضارات التي استوطنوها ،وكانت سبباً كذلك في طرد آخر يهودي من الكويت عام 1936م.
الخمور والرذائل بين الشباب
الشيخ النوري عايش حوادث تلك الحقبة الزمنية ، وكان شاهداً عياناً عليها ، خاصة وأنه كان كاتباً لدى الشيخ عبدالله الجابر الصباح منذ سنة 1935 إلى سنة 1951 ، فيقول : كان فيهم التاجر والصراف والعامل والصانع والصائغ ،واختلفت تجارتهم ، فتجاروا بالأقمشة وبالحبوب وبالأخشاب ،وحتى في الخضار ،و برز فيهم المغني والعواد ، وكان لهم في كل مكسب كاسب .
ويقول : وانفردوا في تقطير الخمور وفيما يرغب به الشباب من رذائل ، وكانت هذه المهنة سرية عرفها زبائنها عند من امتهنوها .
وعن عاداتهم التي امتازوا بها عن غيرهم بها يوضح الشيخ النوري في كتابه (حكايات من الكويت*) : وعاداتهم في السكن أن يتجمعوا حول بعضهم في أزقة ضيفة ، ومحلات خاصة بهم ، وكان لهم معبدهم الخاص ، ويتجمعون به أوقات عبادتهم ولا سيما يوم السبت .
ومضت أجيال وهم آمنون على أنفسهم وأموالهم وأعمالهم ، حتى دخلت سنة 1927م ، إذ بلغ عدد دورهم المئة ، وكلهم يتكسب ذكرهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم ، وكان يوم السبت يوم كساد في الأسواق لعطلة اليهود فيها ، وأنشط الأيام في السوق كان الجمعة لأن الناس يحسبون ليوم السبت حساباً ،فينشط السوق ويكثر فيه البائع والشاري .
قضية فلسطين
ويمضي قائلا : وبدأت قضية فلسطين في سنة 1921م في حيفا ، وظهر أثرها في سنة 26 و1927م ، وبدأ بغض اليهود يظهر أثره عند العرب ، واليهود منذ القدم مكروهون ، وإن كانوا يساكنون العرب في أوطانهم ،لأن اليهودي مهما بلغت معاملته ومهما أظهر من ود فلن يستطيع أن يمتزج مع غير اليهودي ،وهذا ما أمرهم به تلمودهم المقدس ، لأن اليهود يعد نفسه شعب الله المختار ، ويعتبر سواه من حيوانات خُلقت للذلة والاستعباد والقتل ، ومن كان هذا شأنه لا يمكنه أن يَصْدق في صداقته لغيره ، ولا يستطيع أن يخلص لمن هو دونه .
وهذا ما جعل اليهودي يعتزل غير جنسه ، إلا في سبيل المصلحة والمنفعة ، وإذا أحسن اليهودي المعاملة أو صدق فيها ، فإن ذلك لاستجلاب مصلحة أو دفع ضرر .
وبدأت المناوشة تشتد بين العرب واليهود في القدس ، وفي يافا المجاورة لتل أبيب وفي حيفا ، وكانت المذبحة الكبرى في الخليل التي ذهب ضحيتها مئات من اليهود والعرب ، وبدأت بريطانية تكشف عن عدائها للعرب ، ووقفت في صف اليهود تقتل المسلمين رجالاً ونساءً ،وقد سلبت ما سلبت ونفت من نفت ،وشردت الألوف ممن جاهر بعداء اليهود وحربهم .
الكويت والقضية الفلسطينية
وفي كل هذا كانت الكويت تقاوم اليهود وتبعدهم عنها ، وكان حاكم الكويت يومئذ الشيخ احمد الجابر الصباح ، الحاكم العاشر من ذرية صباح الأول ، الذي بدأ حكمه في سنة 1339هجرية ، وانتهى في سنة 1369 هجرية ، وكان أمن الكويت وإدارتها الداخلية بيد الشيخ عبدالله بن جابر بن عبدالله بن صباح الثاني ،وهو ابن عم الحاكم وزوج ابنته .
وبدأ الشيخ عبدالله الجابر يهين اليهود منذ سنة 1927م ، على أقل بادرة سيئة تبدر من أحدهم ، وكان يأتي باليهودي فيحاكمه ، فإذا ثبت جرمه ضاعف عقوبته ، واليهودي لا بد وأن يجرم لأن طبيعته الإجرام فإذا عاد مجرما نفاه .
طرد أخر يهودي من الكويت
و اول يهودي أبعد عن الكويت كان في سنة 1930م ، وعرف بعض اليهود انهم مضطهدون فأخذوا يصفون أعمالهم ويرحلون ، وكان لكثير منهم دور وعقار باعوه بأبخس الأثمان فراراً بالمال والنفس .
واشتدت يد الشيخ عبدالله الجابر عليهم ، وأخذ بخناقهم وإيذائهم ،و فكان لا يخلو أسبوع من نفي أسرة وإيذاء أشخاص ،وآخر يهودي أبعد عن الكويت كان في سنة 1936م .
واستراحت بعد ذلك الكويت من اليهود وفسادهم وإفسادهم ، وعاشت الكويت منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا طاهرة من اليهود ، نقية من رجسهم ، سالمة من فتنتهم ، أمنة من فسادهم .
*كتاب (حكايات من الكويت) لمؤلفه عبدالله النوري من مقتنيات مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت .
نقلا عن تراثنا – العدد 90
Lorem Ipsum