الرحلة الكويتية والنحلة المكية للكوهجي
الشيخ عبدالله بن حسن الكوهجي
من علماء مدينة كوهج على بر فارس كان يتردد على الكويت للوعظ
ولد الشيخ عام ١٣١٨ هج أخذ العلم عن أبيه وأخيه الشيخ أحمد ثم هاجر إلى مكة وتلقى العلم على الشيخ علي بن حسين المالكي وعن الشيخ عباس المالكي وزامل كل من الشيخ حسن المشاط والشيخ علوي المالكي
قال عنه الأديب الشيخ إبراهيم الجراح:
كان حديثه جميلا ويحدث من التبصرة، ويحج نيابة أحيانا وكانت زيارته إلى الكويت في موسم الحج وكان إذا جاء ينزل ضيفا على عبدالله العوضي في حي شرق.
المصدر:
عالم الكويت وفقيهها وفرضيهها الشيخ محمد بن سليمان آل جراح، وليد المنيس، (٣١).
تلامذته من علماء الكويت
- الشيخ أحمد الفارسي (ت١٩٣٣م) (ربما)
فقد ارتحل الفارسي إلى مدينة كوهج في بر فارس “حيث كانت هذه المدينة آنذاك مركزا من مراكز العلم الشرعي في بر فارس، ففيها المدارس الشرعية متوفرة. يدرس فيها علماء في المذهب الشافعي والحنفي، ومن أهم مدارسها مدرسة الشيخ عبدالله الكوهجي”.
المصدر: علماء الكويت وأعلامها، الرومي، (٢٣٥)
- الشيخ محمد الجراح علامة الكويت
فقد درس الجراح على الشيخ الكوهجي عندما كان الأخير ينزل ضيفا على عبدالله العوضي في حي الشرق، وقرأ عليه الشيخ محمد نظما للكوهجي في علم الصرف
المصدر: علماء الكويت وأعلامها، الرومي، (٦٥٥)
نص القصيدة:
برب الورى خلاقنا الواحد العلي | أقول مقالًا منبئًا عن ترحلي |
تنقلت من أرض الكويت لأربع | وعشرين من ذي قعدة متفضل |
بثامن عام بعد ستين أتبعت | ثلاث مئين بعد ألف مكمل |
فمذ سار ركبي بالكرام تنسمت | على الروح روحي ريح طيب مفضل |
جرت عبرات القلب مني صبابة | إلى الحرم المكي مثوى الفضائل |
أتانا نسيم الوصل مذ سار ركبنا | بحجاج بيت الله جمع الأفاضل |
نسير ويطوي البيد مركبنا الهني | أشد مرورًا من جنوب وشمال |
أتينا من البلدان جرية مركز | به خفقان للخؤون المغفل |
فلا بارك الرحمن في خائن الورى | إذا كان صوالًا على الناس معتلي |
أتينا بحمد الله مع كل راحة | على ارتواز قد تسمى بمعقل |
مكثنا وقيلنا لأنس وراحة | فقمنا مساء للسرى والترحل |
قطعنا الفيافي ساعة بعد ساعة | إلى أن أنخنا بالرماح المسهل |
بأرحابها سود الخيام تراكمت | على بئرها عيس كظبية أشهل |
رأيت أناسًا كالخطاطيف لونهم | ركوبًا على عيس ببيداء جول |
ترحلت منها ضحوة في سكين | إلى أن نزلنا وسط سمر مسلسل |
أكلت غداء ثم صليت جامعًا | مع الصحب والإخوان في خير محفل |
فقمنا بكل الشوق نحو رياضهم | لنا زجل بالذكر حين التنقل |
رأينا رياضًا روضها قد تنضرت | فكيف وفيها خير ملك مبجل |
له عزمات في الورى قد تفوقت | شجاع لدى الهيجاء يسطو ويعتلي |
وأشباله الغر الميامين كلهم | على سيره في كل أمر منزل |
له نسب من آل شمر قد بنوا | من المجد صرحًا فوق أس مكلل |
فتلك قصور بالمربع نورها | يلوح كنجم في السموات يجتلي |
فأكرم بها من بلدة نسبت إلى | أمام سما في مجده المتكمل |
ومنها ارتحلنا راكبين عشية | على أحوذيي طائر متقلقل |
فعرس كل في رويض مراتهم | بيوت حوت سوقا كالنحل مظلل |
كميت بها وهو الدليل لضائع | إذا حاد عن نهج الطريق المعدل |
فأصبحت في خير وقيلت ساعة | فقمت وصليت الفريضة في عل |
تعوذت من شيطان رمل نفوذهم | برب الورى في كل خفض ومعتل |
فلما أتيناه وجدنا رماله | كرملة أحقاف وذا شر موئل |
لذا لم يبارك حيث بارك أرضهم | محمد أكرم بالرسول المظلل |
ولكن قطعناها بغاية سرعة | بجواب أرض قط لم يتملل |
فدمنا على لتيسار نحو دوادم | بها الحصن للملك الهمام الحلاحل |
فبتنا وأصبحنا بخير ونعمة | وسرنا بحمد الله في خير محفل |
إلى قرية تسمى بقاعية لهم | بويتات مثوى كل آت ومقبل |
بأبيارها ماء ولكن تخاله | أمر على الشراب من ماء حنظل |
عفيف له دون المنازل ميزة | غدا فاصلًا عن نجدهم أي فاصل |
مررنا بأرحاب الدفينة لم نقف | بها وقفة نأوى إلى ظل منزل |
فتلك بويتات صغار كأنها | بيوت يرابيع بنتها لوابل |
مويه وذا مر مذاقه مائه | محاط بأطلال لديه وأجبل |
تراه كسور حول قصر مربع | محكم أس سالمًا عن تزلزل |
فقمنا مساء قاصدين عشيرة | بجمع خلوا عن خدعة وتملل |
نزلنا بها ثم ارتحلنا بسرعة | إلى سيلهم أكرم بسيل ومغسل |
غسلنا بماء الدمع قلبًا مدنسًا | بلوث ذنوب في مضي المرحل |
فلما غسلنا واغتسلنا لحجنا | نوينا ولبينا ارتجاء التفضل |
فلما بدت أنوار مكة غطني | سرور على نيل المراد المؤمل |
فقلت وحمد الله ديدن مذودي | سلام على أهل البلاد المفضل |
فطفت ببيت الله طوفة شاكر | وصليت في خير المقام المكلل |
فقبلت حجرًا أسعد بعد مسه | وجئت إلى صوب السقاية في عل |
تضلعت منها ثم سرت إلى الصفا | صعدت على معراجه المتكمل |
فكلمته سبعًا وحلقت سرعة | وألقيت إحرامي بعيد التحلل |
وفي ثامن أحرمت بالحج قاصدًا | إلى عرفات خير أرض وموئل |
فصليت ظهرًا ثم عصرًا ومغربًا | بها آيبًا منها إلى خير منزل |
وفي ليلة الجمع ازدلفنا ازدلافة | فبتنا وأصبحنا وجئنا كأعجل |
إلى جمرة في منتهى ساحة المنى | بسبع رميناها كحب البواقل |
فطفنا طواف الركن والسعي أجمعا | حلقنا وقد حزنا جميع التحلل |
ليالي منى قضيتها ورميت في | نهار جمارًا رتبت حين تنجلي |
بقرا ذبحنا حي تذبح نعجة | نوينا امتثال الأمر للخالق العلي |
فنلنا بحمد الله خيرًا ونعمة | بإتمام حج إثر ذنب مثقل |
فقمت أسلي النفس أني فرغت من | شعائر كنا نرتجيها لأول |
فقالت بقي أن الرحال تشد | للمدينة مثوى خير رسل مفضل |
فوجهت عزمي والفؤاد متيم | إلى سيد كان البراق ركوبه |
من الحجر للأقصى مشرف منزل | فصلى بجميع الأنبياء لأنه |
هو السيد المقدام في كل محفل | ومنه عروج للسموات أنه |
له الشرف الأوفى على كل مرسل | نبي دنا من ربه حيث يسمع |
مكالمة الأملاك فيما سينجلي | فلما بدت أنوار طيب تهت في |
مطالعة الأنوار غطت مخيلي | دخلت وصليت وزرت محمدًا |
ببعثته الكفر ابتدا في تزلزل | كأني لدى ما كنت تلقاء وجهه |
أشاهد نورًا من سماء التجمل | فقمت إلى رضوان روضة تائها |
شبيه غريق في بحار التذلل | أرى القبة الخضراء يزداد نورها |
على نور نجم في العلا متكمل | فطورا أرى الشباك بالنور ساطعًا |
وطورًا أرى نور النبي المظلل | عليه صلاة الله ثم سلامه |
ومن بعده للصاحبين تقلقلي | وزرت بقيعًا والقاء ومسجدًا |
له قبلتان منذ يوم التحول | وزرت الأحد يوم الأحد شهدائهم |
إلهي بفضل منك ثم بقرب من | شهدت له بالفضل والخلق العلي |
تجاوز عن الذنب الذي اقترفته | فإنك غفار إليك تبتلي |
أنا الكوهجي عبد الإله مقصر | ببابك يا رحمن حق تذللي |
ولي فاغفرن والوالدين وكل من | له نسبة مني بفضلك يا علي |
Lorem Ipsum